كان يوم الخميس 28 ديسمبر أحد أيام التداول في البورصة المصرية التي تتركك مذهولاً!
لماذا؟ تصدرت شركة موبكو عناوين الأخبار وتركت العديد من المستثمرين في حيرة. لذلك دعونا نستعرض ما حدث.
ماذا حدث؟
كان يوم الخميس 28 ديسمبر هو اليوم الذي سيتم فيه تنفيذ عملية الاندماج بين شركة موبكو والشركة المصرية للمنتجات النيتروجينية المملوكة لها بنسبة 99.99% في البورصة المصرية.
يوم الأحد، أغلق السهم عند 547 جنيه لتقدر قيمة الشركة بنحو 125 مليار جنيه.
يوم الإثنين، تم تعليق التداول على سهم شركة موبكو لمدة ثلاثة أيام.
يوم الخميس، تم تحديد سعر الفتح للسهم عند القيمة الاسمية البالغة 10 جنيه للسهم.
وفي وقت ما خلال تعاملات يوم الخميس، تداول السهم عند حوالي 68 جنيه للسهم.
وكان لذلك بعض التداعيات على سهم موبكو ومؤشر EGX30 الذي يضم موبكو.
لشركة موبكو
القيمة السوقية لشركة موبكو:
هل انخفضت بـ83%؟ عند سعر 10 جنيه للسهم، تكون القيمة السوقية قد انخفضت لشركة موبكو بنسبة 83% إلى 21 مليار جنيه.
سعر سهم موبكو:
هل انخفض 98%؟ عند سعر 10 جنيه للسهم، كان سهم موبكو أقل بنسبة 98% من سعر الإغلاق السابق البالغ 547 جنيه.
أم ارتفع 580%؟ خلال ساعات التداول الأولى من يوم الخميس، ارتفع سهم موبكو بنسبة 580% على أساس سعر السوق 68 جنيه مقابل سعر الفتح البالغ 10 جنيه.
لـ EGX30
وزن موبكو:
يوم الأحد، بلغ وزن سهم موبكو في مؤشر EGX30 حوالي 4.6%، ثم بلغ متوسطه 4.5% في أيام التداول الثلاثة التالية لوقف التداول.
يوم الخميس، انخفض وزن سهم موبكو في مؤشر EGX30 بنسبة 83% إلى 0.8% فقط.
أداء EGX30:
كان أداء المؤشر مضللاً إلى حد ما، حيث تم تداوله فوق 25700 نقطة في ساعات التداول الأولى من يوم الخميس.
قفز مؤشر EGX30 بأكثر من 5% مقارنة بإغلاق يوم الأربعاء نتيجة ارتفاع سهم موبكو بنسبة 580% على أساس سعر السوق البالغ 68 جنيه مقارنة بسعر الفتح البالغ 10 جنيه.
إعادة الضبط الكبيرة
وللحفاظ على استقرار السوق، قررت البورصة المصرية أولاً إلغاء 543 صفقة. ومع ذلك، استمرت مشكلة مؤشر EGX30، والذي ارتفع بنسبة 5%+ في حين أن أفضل الأسهم أداء في المؤشر ارتفع 3% فقط.
وهو ما دفع البورصة المصرية إلى إعادة ضبط تعاملات يوم الخميس على سهم موبكو بإلغاء جميع التداولات، بسبب تحركات سعرية واسعة وغير مبررة خلال تعاملات يوم الخميس. ويعني ذلك أن أداء سهم موبكو لن يؤثر على أداء EGX30، وهو ما يفسر ارتفاع المؤشر بنهاية الخميس بنسبة 1.4% فقط إلى 24691.43 نقطة.
ومع ذلك، لم تكن هذه هي المشكلة الحقيقية؛ والتي كانت سعر الفتح لشركة موبكو، والذي كان ينبغي أن يكون 60.28 جنيه، وليس 10.00 جنيه. من الواضح أن القواعد نصت على أن يكون سعر الفتح في عمليات الاندماج عند القيمة الاسمية للسهم، ولكننا نعلم جميعاً أن القيمة الاسمية لا تمثل القيمة السوقية للسهم. ولهذا السبب أعلنت البورصة المصرية، بعد إغلاق السوق يوم الخميس، أنها ستعيد ضبط التداول على سهم موبكو بدءًا من يوم الأحد المقبل بسعر افتتاح (مفاجأة!) 60.28 جنيه بالحدود المعتادة +/-20%.
أصل الحكاية
في 3 أكتوبر في وقت سابق من هذا العام، وافق مجلس إدارة موبكو بالإجماع على اندماج موبكو مع الشركة المصرية للمنتجات النيتروجينية بناءً على القيمة الدفترية لهما اعتبارًا من 31 ديسمبر 2022. ما يعنيه هذا هو أن الشركة المصرية للمنتجات النيتروجينية لن تستمر ككيان منفصل، ولكن هذا يعني أيضًا أنه لن يكون هناك أي تغيير في قيمة موبكو لأنها تمتلك بالفعل ما يقرب من 100% من الشركة. وبما أنه كان اندماجاً:
تمت زيادة رأس المال المدفوع لشركة موبكو من 2.29 مليار جنيه (موزعة على 229.1 مليون سهم بقيمة اسمية 10 جنيهات للسهم) إلى 20.8 مليار جنيه (موزعة على 2.08 مليار سهم بقيمة اسمية 10 جنيهات للسهم).
كان من المقرر أن يمتلك مساهمو موبكو الآن 9.07476 سهمًا بدلاً من كل سهم يمتلكونه في موبكو.
وبعبارة أخرى، فإن إجراء مثل هذا يشبه توزيع أسهم مجانية بنسبة 8.07476 إلى 1، حيث سينتهي الأمر بمساهمي موبكو بالحصول على المزيد من الأسهم ولكن بنفس القيمة السوقية. ومن الناحية الحسابية، كان من المفترض أن يتم تعديل سعر إغلاق السهم من 547 جنيه يوم الأحد الماضي إلى 60.28 جنيه (أي 547 جنيه مقسومًا على 9.07476). لذلك، عندما كان سعر سهم موبكو يتداول عند 68 جنيه يوم الخميس، كان السهم يعتبر مرتفعاً بنسبة 13%، وليس مرتفعاً بـ580% أو منخفضاً بـ89%. وهذا يعني أنه عند سعر 68 جنيه للسهم، بلغت القيمة السوقية لشركة موبكو 141 مليار جنيه، أي أعلى بنسبة 13% من قيمتها يوم الأحد الماضي.
الخلاصة
يتضح مما سبق أن الاستثمار ليس مهمة مؤقتة، حيث تقوم بالاستثمار ثم تترك استثماراتك دون متابعة. في بعض الأحيان تقوم الشركات بإجراءات معينة قد تؤثر على استثمارك إلى حد كبير. يمكن أن تتراوح هذه الإجراءات من زيادة رؤوس أموال (التي قد تؤدي أحيانًا إلى خسارة المال إذا لم تكتتب) إلى عمليات الدمج والاستحواذ (التي يمكن أن تغير هيكل استثمارك بالكامل). ولكن في حالة شركة موبكو، كان الاندماج هو الذي أدى إلى سوء تسعير السهم. لو لم يتم إلغاء التداولات من قبل البورصة المصرية، لكان بإمكانك التصرف بناءً على هذا التسعير الخاطئ إما بالبيع (إذا قفز السعر بشكل غير مبرر) أو شراء المزيد (إذا انخفض بشكل غير مبرر). ولحسن الحظ، أعادت البورصة ضبط تداولات شركة موبكو، بحيث يمكن للمستثمرين الآن إعادة التفكير في استراتيجياتهم بشأن ما يجب عليهم فعله يوم الأحد القادم.