أربع نقاط هامة نحو استثمار ناجح
مقال رأي مقدم لمجلة مباشر الإمارات - عدد أغسطس 2016
لتحقيق استثمار جيد وناجح يجب على المستثمر أن يحدد بعض النقاط الهامة قبل اتخاذ أي قرار استثماري لشراء إحدى فئات الأصول المختلفة. تشمل هذه النقاط أولاً تحديد الأصل الْمُرَاد شراؤه سهماً كان أم سلعة أو حتى عملة إلخ. ثانياً تحديد القيمة العادلة لهذا الأصل أو السعر المتوقع له في المستقبل. ثالثاً تحديد الفترة الزمنية المتوقعة لتحقيق العائد المُرجو. وأخيراً وليس آخراً تحديد الحد الأقصى للخسارة والإلتزام به.
للأسف يقع العديد من المستثمرين في فخ الآمال عند الاستثمار وذلك عندما قيامهم بتحديد أول نقطتين وينسون أو يتناسون النقطتين الأخيرتين وهو الذي عادةً ما يُحدد نجاح القرار الاستثماري من عدمه. فالنجاح هنا لا يعني الشراء بسعر منخفض والبيع بسعر أعلى — وإن كان هذا ما يرجوه كل مستثمر — ولكن النجاح هو اتخاذ قرار البيع في الوقت المناسب بسعر أعلى لتحقيق عائد إيجابي أو بسعر أقل لتفادي خسائر كبيرة. وهنا تكمن المشكلة حيث تؤثر الحالة النفسية على القرار الاستثماري ضاربةً بذلك عرض الحائط أي خطة تم وضعها قبل الاستثمار. وقد يقع المستثمرون في أخطاء مختلفة نتيجة للحالة النفسية فنجد الثقة الزائدة (في حالة المكسب) والإنكار (في حالة الخسارة) يتسببان في اتخاذ قرار استثماري سيئ وخاطئ. فلابد أن يضع المستثمرون مستهدفاً سعرياً لاستثمارهم يتم تحقيقه في خلال فترة معينة آخذين في الاعتبار العوامل المحفزة المختلفة للوصول لذلك السعر كما يجب أيضاً على المستثمرين أن يحددوا من البداية الحد الأقصى للخسارة إذا لم تتحقق تلك العوامل.
وبالنظر لأسواق الأسهم الإماراتية نجد العديد من المستثمرين مهتمين بصورة مبالغة في المستويات السعرية لمؤشرات السوق الرئيسية مثل مؤشر سوق دبي أو سوق أبوظبي. من ناحية وجود رؤية عامة لمؤشرات السوق قد يساعد المستثمر في تحديد اتجاه السوق في المستقبل ولكن من ناحية أخرى بفرض وجود رؤية إيجابية لمؤشر السوق لن يستطيع المستثمر شراء السوق بأكمله إلا إذا كان هناك صندوق للمؤشرات يتم تداوله بالسوق. لذا فيُنصح بأن يقوم المستثمر بالإعتماد على قائمة مختصرة من الأسهم الرخيصة بمقارنة أسعارها السوقية بقيمها العادلة المتوقعة مع تحديد فترة زمنية للوصول لتلك القيمة العادلة. فشراء أسهم بعينها هو الطريق لتحقيق عوائد إيجابية وليس تحديد إتجاه السوق. فهناك العديد من الأسهم التي قد تحقق عوائد إيجابية جيدة في حين قد يتراجع مؤشر السوق بصفة عامة.
في رأيي تحقيق مكاسب في أسواق الأسهم هي "الاستثمار الذكي" – وهي مدرسة بن جراهام – يبدأ من تحديد الشركات الممتازة وانتظار وصول أسعار أسهمها لمستويات تقل عن قيمها العادلة بـ 30-35% قبل اتخاذ قرار الشراء مع تحديد السعر المستهدف خلال فترة زمنية معينة. ولا ننسى أيضاً وضع حد أقصى للخسارة في أي استثمار فذلك سيحمي المحفظة المالية من خسائر مستقبلية قد تتراكم إذا ظل المستثمر ينكر اتخاذه لقرار استثماري خاطئ. ويجب أن نتذكر أن الثروات تتحقق عن طريق شراء أصول بعينها مثل الأسهم وليس مؤشر السوق وحده.